fbpx
Connect with us

Hi, what are you looking for?

حول العالم

قنوات فوركس مشبوهة على تليجرام تستدرج العملاء وتسرق أموالهم

لا يختلف أحد على أهمية دراسة علم الاقتصاد وحساسية العمل الاقتصادي، حيث أن الاقتصاد والعلوم المالية من الأشياء الأساسية في حياة المجتمعات والدول، ومن الجيد أن نرى هذا الإقبال من قبل شباب الشرق عموماً والوطن العربي خصوصاً على تعلم الاقتصاد وزيادة خبرتهم المالية والاستثمارية، ولكن هذا الإقبال يلقي على عاتق المسؤولين في المجتمع مسؤولية مهمة، وهي تنظيم وصول الشباب الراغب بالتعلم إلى المعرفة الحقيقية، ليس فقط لتقديم الدعم العلمي لمن يرغبون بالتعلم، بل أيضاً من أجل حمايتهم من الوقوع ضحايا لخبراء وهميون واقتصاديون سارقون ونصابون مأجورون.

انتشرت مؤخراً ظاهرة غريبة في عالم الاقتصاد، حيث بدأ الكثير ممن لا يعرفون أبسط مبادئ الاقتصاد بتصدير أنفسهم على أنهم خبراء مال واقتصاديون ومحللون ماليون وبإمكانهم مساعدة أي شخص ليصبح مليونيراً بمدة قصيرة وبدون أي تعب، طبعاً هذا الكلام لا يصدقه عاقل ولكن هؤلاء المدعين لا يستهدفون العقلاء أساساً، بل يركزون بعملهم على استهداف البسطاء والمراهقين والطامعين بوهم الثراء السريع.

أبرز ما يميز هؤلاء (الخبراء) أنهم ليسوا مختصين فهم لم يدرسوا أي شيء له علاقة بالاقتصاد، وليسوا من المعروفين في مجال العمل الاقتصادي ولكن المصيبة ليست هنا، المصيبة أنهم يتعاملون بغموض تام، فهم لا يتحدثون بأسمائهم الحقيقية ولا أحد يعرف أشكالهم الحقيقية ولا حتى جنسياتهم وبالتأكيد ليس لديهم مكاتب على أرض الواقع، يعملون بدون أدنى درجات الاحساس بالمسؤولية، بعضهم يسعى ليجمع لديه أكبر عدد من المتابعين الباحثين عن الثراء السريع لتصبح حساباته على السوشيال ميديا مغرية لإعلانات شركات التداول، وهذا النوع يتصف بالعشوائية والببغائية والفوضوية، معظم عمله يعتمد على النسخ واللصق، فهو يتكلم بما لا يعلم وفي كثير من الأحيان يسبب خسائر كبيرة لمن يتداولون في سوق الفوركس بناءً على توصياته الفوضوية، أما النوع الثاني وهو الأخطر فهم مجموعة من النصابين المحترفين، لا يمكن لأحد تعقب أماكن إقامتهم أو أسمائهم الحقيقية.

يعملون ليجمعوا أكبر عدد من المتابعين الباحثين عن وهم الثراء السريع ولكن طمعهم أكبر من مجرد اعلانات لشركات الفوركس، فهم سماسرة حقيقيون، يتوصلون مع شركة الفوركس ليعرضوا على الشركة أنت تحصل على مجموعة من العملاء مقابل حصولهم على كاش باك وعمولة على حجم التداول، غالباً الشركة تقبل ولكن بشروط محددة، وهنا تبدأ عملية النصب، فهؤلاء يُحضرون بالفعل المتابعين المتواجدون لديهم إلى الشركة ولكن لا يخبرونهم بشروط التسجيل، وبعد أخذ الكاش باك يتهربون من تنفيذ الشروط ليدفع المتداولون والشركات الثمن، فمن جهة يبدأ ابتزاز الشركة لدفع المال بعد تهديدهم “إن لم تدفعوا سنفعل كزا وكزا ونقول عنكم كزا وكزا، وسننشر بأنكم كزا وكزا” ومن جهة ثانية تعاد العملية مع شركة مختلفة وفي كثير من الأحيان بنفس المتابعين (العملاء المخدوعين).

غالباً يحصل هذا النوع من النصابين على المتابعين خاصتهم على السوشيال ميديا، من خلال شراء قنوات وحسابات لديها كمية كبيرة من المتابعين أو من خلال الخطابات التي تعد الناس بالثراء السريع، وغالباً يستخدم النصاب لقب “دكتور” بغرض الايحاء للمتابعين بأنهم يتعاملون بأمان مع أشخاص موثوقين ولكن في الواقع فإن هؤلاء المتابعين مخدوعين بالمطلق، فهم لا يعرفون بكمية الصفقات التي تحدث بالظل وهم بهذه الصفقات مجرد مادة يتم بيعها لعدة شركات فوركس بنفس اللحظة.

 

 

حتى هذه اللحظة لم يتمكن أحد من وضع حد لهذه العصابات المنظمة، ومازالوا يجدون من يستمع إلهم فيستغلونه ليكون ضحية نصب وأداة نصب بنفس الوقت، ومن أبرز الأمثلة القنوات المنتشرة على التلغرام (قناة الدكتور فيصل الحاج، قناة أخبار الفوركس العاجلة، قناة أخبار الفوركس، قناة التوصيات السحرية، قناة توصيات الملياردير).

عدم وجود ضوابط صارمة للعمل الاقتصادي هي من أبرز المسببات لهذه الظاهرة التي تؤذي الاقتصاد كما تؤذي الأفراد، فمن جهة تضعف ثقة المستهلك بالاقتصاد والشركات، ومن جهة ثانية تصبح الكثير من الشركات عرضة للابتزاز بطريقة سيئة جداً، فماذا ستفعل الشركة عندما تصلها رسالة “إما أن تدفعوا لنا أو نشوه صورتكم”؟، كما أن هذه الأحدث تسبب قلق للكثير من الشركات التي تفكر بالاستثمار وفتح فروع لها ولكن خشيتها من أن تصبح ضحية لمجموعة كهؤلاء يمنعها من ذلك.

ندعوا المعنين لمنح المزيد من الاهتمام لمثل هذه الأمراض التي تنتشر بالاقتصاد بدون أن يتعامل معها أحد، كما نقترح وضع قوانين وضوابط تمنع استغلال السوشيال ميديا للتشهير، وفي حال حدث أي اشكال أو خطأ فيوجد محاكم مختصة هي التي تتكفل بالتعامل مع المشكلة وحلها.

المصدر/ تركيا الجديدة

Loading

محرر رؤيا
بقلم :

إقرأ ايضا

صحة

الكيتو دايت عبارة عن نظام غذائي يعتمد على الإكثار من الدهون، وأخذ معدل متوسط من البروتين، وتقليل معدل الكربوهيدرات التي يتم تناولها قدر الإمكان...

فنون وثقافة

في عام 2001 عُرض فيلم “هاري بوتر وحجر الفلاسفة” (Harry Potter and the Philosopher’s Stone) أول أجزاء سلسلة الأفلام التي حققت، على مدار الأعوام...

إقرأ

قصة الحضارة.. من أين بدأت؟ وكيف تنتهي؟ وهل يجب أن تنتهي؟ أسئلة شغلت عقل ويل ديورانت، فشغل بها العالم في كتابه الموسوعي، مازجاً بين...

إقرأ

القراءة هي واحدة من أعظم ملذات الحياة، يمكن أن يكون الضياع في كتاب جيد طريقة رائعة لقضاء فترة ما بعد الظهيرة الهادئة، أو إبقاء...