في باحة الحديقة

في صباحِ يومٍ جميل كان عليا الذهاب إلى تلك الحديقة التي اعتدنا أن نذهب إليها..

حدث ذلك قبل خمس سنوات

((المنبه يرن ))

صباح الخير

صباح النور قلتها لأمي

أمي: تعال الفطور جاهز

سعيد: سأغسل وجهي وآتي عالفور

((على طاولة الفطور ))

سعيد : أين أبي وأخوتي

أم سعيد: لقد غادروا لأعمالهم.

وأنت يا سعيد ألن تذهب؟

سعيد: سأذهب إلى الحديقة

أم سعيد: مرة ثانية الحديقة ألا تمل؟

سعيد: أقسم أنها هناك ولكن..((تقاطعه أم سعيد))

أم سعيد: توقف عن التخيل

((تخرج أم سعيد من المطبخ وهي غاضبة وتتمتم ببعض الكلمات))

سعيد في الحديقة

علي: صباح الخير أستاذ سعيد

سعيد: صباح الخير عم علي ما الأخبار؟ هيا أعطني جريدة لأرى

علي: لا شيء جديد في هذه البلاد كالعادة فسا…

سعيد : اصمت يا عم إنّ الشرطي توفيق قادم

توفيق : عن ماذا تتكلمون؟

سعيد : لا شيء كالعادة إنني أشتري الجريدة

علي ينسحب من المشهد

توفيق: ألم تمل بعد من هذه الحديقة يا سعيد؟

كل يوم منذ أعوام وأنت لم تغب عنها

سعيد: لكنك تعرف يا سيدي أنّ…

توفيق : أعرف أعرف يالك من مسكين

على كل حال لا تتكلم كثيراً مع هذا الرجل (( يقصد علي ))

فهذا رجل مختل عقليا

علي العودة إلى البيت أتريد مني شيء؟

توفيق: كان الله في عونك

………

في تمام الساعة التاسعة مساءاً

صراخ في غرفة سعيد الكل يهرع ليرى ماذا هناك؟

أم سعيد: لا تقلق يا سعيد كان كابوس

سعيد ((بخوف )) كانت هناك

أم سعيد: لا تقلق مجرد منام

بعد أن عاد سعيد للنوم

أم سعيد: يا لك من مسكين

تذهب الى النوم

يعود السيناريو الأول من فطور فالذهاب إلى الحديقة

سعيد في الحديقة يقرأ الجريدة

حسناء: أتعلم يا سعيد لقد كنت أجول في هذه الحديقة منذ سنوات عدة لكن اليوم لاحظتُ شيء غريب

سعيد: ماهو يا حسناء؟

حسناء: الأسوار العالية والكتابات على الجدران

سعيد: كتابات؟؟؟!!!

حسناء: نعم كتابات ورسوم أيضاً

سعيد: أريد ان أراها

حسناء: تعال معي

سعيد يرى الرسومات والكلمات وينهار على الأرض

……….

في صباح اليوم التالي

((سعيد في غرفته في مشفى الأمراض العقلية ))

آمال: صباح الخير يا سعيد..

سعيد: صباح الخير ياأمي..

آمال: كيف حالك اليوم؟

سعيد: بخير ولكن يا أمي رأيت رسوم على حائط الحديقة وكأنها رسوم أعرفها

(( هنا بدأ سعيد بالتوتر والبكاء))

آمال: توقف يا سعيد…

(( آمال تخرج من الغرفة ))

آمال تتصل بالعامل (( توفيق الذي يظنه سعيد أنه شرطي ))

آمال: توفيق اذهب وتفقد جدران حديقة المشفى وامسح كل شي

توفيق: حاضر يا دكتورة..

كانت حسناء المريضة أيضا تقف خلف آمال..

آمال: ماذا تفعلين هنا يا مجنونة؟ (( بحقد ))

حسناء : إني أقطف الزهور..

(( تبتعد حسناء من أمام الدكتورة ))

الاستعلامات

دكتورة آمال هناك شخص من أقرباء سعيد

باحة الحديقة

تذهب الدكتورة لمقابلة قريب سعيد

حسناء تذهب إلى الحديقة بعد أن سرقت هاتف أحد الممرضين

تقوم بتصوير الرسومات والكلمات

توفيق: أنتِ ماذا تفعلين هنا؟

حسناء: أقوم بقطف الأزهار..

توفيق: يالكِ من مجنونة هيا اذهبي..

(( توفيق ينادي ))

يا بستاني يا علي

علي: قادم يا توفيق

توفيق: خذ هذه المجنونة من هنا هيا..

(( يقوم توفيق بمسح كل شي ))

يخرج قريب سعيد

آمال: لا تقلق سيكون بخير..

توفيق: كل شيء كما تريدين

آمال: هيا اذهب الى عملك

حسناء تدق باب غرفة سعيد

سعيد: من؟

حسناء: أنا حسناء

يفتح سعيد تدخل حسناء فتقفل الباب

(( يدق الباب مرة أخرى ))

سعيد: من؟

آمال: أنا أمك يا سعيد لماذا الباب مقفل؟

يفتح سعيد الباب وتكون المفأجاة…

 

 

 

آمال: لماذا قفلت الباب يا سعيد؟

سعيد: لا شيء يا أمي ربما أقفلته بالخطأ..

آمال: هل شاهدت أحد اليوم يا سعيد؟

سعيد: لا يا أمي

آمال: هل تحتاج لشيء جئت لأطمئن عليك

سعيد: لا شيء. شكراً لك أمي

(( تخرج آمال ))

(( ثم تخرج حسناء من الخزانة ))

سعيد: كيف جئتي إلى هنا؟

حسناء: ركز يا سعيد سأريك صورة الجدار الذي شاهدته في الأمس..

سعيد: لا أريد أخاف أن يحصل معي ما حصل بالأمس

حسناء: اذاً لن تتذكر من أنت

سعيد: ماذا يعني ذلك؟

حسناء : شاهد وحاول أن تتذكر

(( تخرج الهاتف من جيبها وتفتح الصور ))

(( الصورة عبارة عن فتاة وامرأة وفي جانبهم أشجار وحريق ومكتوب لن أنساكم ))

سعيد يحاول أن يستجمع قواه ويقوم بالمحاولة ( يعصر مخه )

سعيد: نعم هذه ابنتي (( وبدأ بالبكاء حاول الهدوء ))

حسناء: جميل وهذه المرأة هي زوجتك ياجميل…

سعيد: جميل؟؟!!

حسناء: نعم أنت جميل وهذه هي الحقيقة

جميل: ولكن من أنت؟

حسناء: أنا الفتاة التي أحببتها منذ أمد طويل ولكن اخترت أن تتزوج صديقتها زينب

جميل: زينب التي ماتت (( تقاطعه حسناء ))

حسناء: ماتت في حديقة المنزل الذي كنت تسكنه أنت وزوجتك وابنتك

جميل: ابنتي أين هي؟؟؟؟

حسناء: هي الآن عند أقاربك الذين وضعوك هنا ليتخلصوا منك

جميل: لكن لماذا ومن هذه المرأة التي تهتم بي؟

حسناء: إنها الدكتورة آمال ويقومون بالدفع لها من أجل إبقائك هنا ولكن منذ حوالي شهر تقريبا كنت هنا وكنت أقوم باستبدال الدواء من أجل أن تعود لك الذاكرة

جميل: ولكن يا حسناء هل أستطيع الذهاب من هنا؟

حسناء: لا تقلق لدي طريقة.

أما الآن تظاهر أنك سعيد ولا تثير الشكوك

جميل: لماذا تساعديني؟

حسناء: اهتم بنفسك ولا تفكر بشيء

(( تخرج حسناء من الغرفة )).

في صباح اليوم التالي

(( حسناء في مكتب آمال تسترق السمع ))

آمال: نعم لا تقلق سأقوم بزيادة الجرعة فأنتم تدفعون بشكل جيد..

المتصل  كما تعلمين لا أريد أن يتذكر أي شي خلال مدة قصيرة سوف نربح قضية حيازة الأموال باعتباره مجنون

آمال: وطبعاً لن تنسوا حصتي

((تقوم آمال بفتح ميكرفون الهاتف لتسجيل المكالمات ))

المتصل: لا تقلقي ولكن بشرط بعد أسبوع من المحاكمة نريدك أن تتخلصي منه

حسناء : ماذا؟ (( بصوت خافت ))

المتصل: جرعة زائدة وتقرير طبي منك أنه تعاطاها بدون علمكم وأدت إلى وفاته
آمال: لا تقلق سيكون ما تريد..

حسناء: أمامي أقل من شهر لا بد من طريقة لإخراجه..

تدخل غرفة الممرضين وتقوم بسرقة مواد منها…

 

 

 

((في آخر الليل تذهب حسناء متنكرة بزي ممرضة ))

حسناء: جميل افتح الباب.

إنه اليوم الذي سوف نخرج من هذا السجن الكبير ..

(( يفتح ويقوم بحمل حقيبة معه ويخرجان سويةً ))

جميل: أين الجميع يا حسناء؟

حسناء: لا تقلق لقد وضعت منوم داخل الطعام وسينتهي مفعوله عند الصباح..

جميل: لماذا كل ذلك أنا ظلمتك وأنتِ تساعديني

حسناء: لا تتكلم الاآن وأسرع

(( يخرجان من المشفى ))

(( في الطريق سيارة قادمة باتجاههم وتقف ))

 

 

 

صاحب السيارة: من أنتما؟

حسناء: نحن أضعنا الطريق ولا نعرف أين نحن فهل توصلنا إلى المدينة..

(( يركبا السيارة ))

أنا ابراهيم أعمل شرطي في المدينة وخارج وقت الدوام أعمل على هذه السيارة

(( هنا حسناء أحست بارتياح وبدأت تخبره بكل شي ))

ابراهيم: حسناً غداً نذهب إلى القسم ونخبرهم بذلك لنقوم بالإجراء اللازم

 

في صباح اليوم التالي

آمال: آه رأسي وكأنّ أحداً ضربني عليه

تقوم لتفحص الغرف

تجد الجميع نائم

تركض مسرعة إلى غرفة سعيد

هنا كانت المفاجأة

آمال بغضب أين أنت يا توفيق؟

توفيق يأتي مترنحاً كالسكران

ماذا هناك يا دكتورة؟

آمال: لقد هرب جميل..

توفيق: ماذا؟؟

(( يقومون بتفحص الغرف ويجدون أنّ حسناء أيضا قد اختفت وهاتف آمال وبعض الأوراق السرية ))

آمال: لقد انتهى أمرنا

في المخفر جميل وحسناء قدموا شهاداتهم والأوراق وهاتف الدكتورة وقاموا بعمل شكوى ضد المشفى وأقرباء جميل

(( تذهب الشرطة إلى المشفى ))

الشرطي: هيا اصعدوا إلى السيارة

آمال: ماذا هنالك دعنا لم نفعل شي..

في تلك اللحظة يسود صمت بعد محاولة إطلاق رصاص باتجاه آمال

الشرطة تقوم بالقبض على الفاعل

ليتبين فيما بعد أنه أحد أقارب جميل التي أخبرته الدكتورة أنّ جميل هرب

قريب جميل (( يبكي )): لم أكن أريد أن يحدث ذلك

لكن الطمع هو الذي دفعني لفعل كل ذلك

المحقق: ومن قتل زوجة جميل في الحريق الكبير؟

المجرم: أنا وأخوتي كن نريد الحصول على المال؟

حسناء: حسناً سوف أذهب الآن..

جميل : توقفي يا حسناء أريد أن أتكلم معك قليلاً..

حسناء: ماذا تريد يا جميل؟

جميل: هل تقبلين أن تكوني زوجتي؟

حسناء: ولكني لم أساعدك لتتزوج بي و..(يقاطعها جميل)

جميل: في السابق أحببت زينب ولولا صديقتها حسناء لخسرت كل شيء ولأجل ما قمتي به أحببتك وأحببت إخلاصك وحبك لي الذي استمر إلى الآن..

يختفي جميل لبرهة ويقوم بتقديم باقة كبيرة من الزهور إلى حسناء ويقول لها غداً ستكونين أميرتي..

تمضي الاأيام وتصبح المشفى حديقة كبيرة..

رامي: هيا يا زينب لن تمسكي بي

زينب: توقف يا رامي

حسناء وجميل يضحكان كم هما جميلان؟؟

حسناء: نعم يا جميل اولادنا أجمل شيء في هذه الدنيا

جميل: لولاكِ لما كنا هنا بهذه الحديقة وكنت بها مجرد مريض

حسناء: دعك من الماضي وهيا نلعب مع الأطفال.

نعم الحب يبقى حتى وإن خسرنا من نحب لكن حسناء كانت مثالا للتضحية لأجل من نحب.