fbpx
Connect with us

Hi, what are you looking for?

طلائع الأدب

المرأة آلة موسيقية

لكلّ آلةً موسيقيّةٍ مميزاتُها و نغماتُها، و كذلك لكلّ امرأةٍ طَابَعُها و عالمُها و سحرُها، و كما لا يوجدُ الموسيقارُ الذي يُجيدُ العزْفَ على الآلاتِ كلّها، كذلك لا يوجدُ مَن يمتلكقلبَ النساءِ جميعا، فمن النساءِ مَن تُشبه (النّايَ)؛ فَهي نَحيلةُ القوامِ ، مُتأججةُ العواطفِ، كأنّما صِيغتْ مِن أوْراقِ الزّهرِ ، خَياليةٌ مُسْرفةُ الخيالِ، إنّها تَتُوقُ إلى الموسيقيّ البارعِ، الذي يَنْفثُ، فيها الحياةَ؛ لتستجيبَ له، وتُسمعه أعذبَ ألحانِها، ومنهن المرأةُ (البيانو)؛ تلك المُرفّهةُ التي تَتصدّرُ الصالوناتِ، و لا تَنْتقلُ مِن مكانها إلّا بِحسابٍ، وهي لا تَذْهبُ إليك، و لا تَبْحثُ عنك، و لكنّها تَحْملك على السعي إليها، والجلوسِ بيْنَ يَديْها؛ لِتستمعَ إلى عَذْبِ حديثها، إنّها ليستْ فائقةُ الجمالِ، و لكنها واسعةُ، النفوذِ في عَالَمها، و يكفيها فخراً أنّها أوصلتْ الكثيرينَ مِن عُشّاقِها إلى مَرْتبةِ الخلودِ، ومِن النساءِ مَنْ تُشبه (القربة الموسيقية)التي لا تُخرجُ أنغامها إلّا إذا امتلأتْ بالهواء.

فإذا خلتْ مِنه انكمشتْ و تَضاءلتْ ، إنّها امرأةٌ مَغْرورةٌ بِجمالها ، يَقْتاتُ قلبُها مِن المديحِ، والإطراءِ، ولو كان نِفاقاً مَكشوفا، و هناك المرأةُ التي تُشْبه (الكمنجة) .. المرأةُ المُرْهفةُ الشّعورِ ، الرّقيقةُ المِزاجِ، التي تُشْبهُ الدْمْيةَ الغَاليةَ ، إنّك لا تستطيعُ أنْ تَسْمعَ سِحْرَ ألحانِها إلّا إذا حَملْتها على ساعِدك بِرفقٍ ، و أحْنيْتَ لها رأسَك في مَودّةٍ، ولمستَ أوْتارَ قلبها بحنانٍ ؛ لِتُرسلَ مُوسيقاها الخَافتةَ ، المُفْعمةَ بالحنانِ و الحبّ و التنهداتِ.

و أصْعبُ النساءِ مِراساً ، و أَكثرُهن تعقيداً ، هي التي تُشبه(القانون) و لكن مِن مُميزاتها أنّها مُتعدّدةُ الألوانِ و الآفاقِ : تارةً تُناجيك بِلغةِ الشعراءِ ، و طَوْراً تتحدّثُ بِلسانِ (بنات البلد) و تارةً تكونُ (قانون) جاذبيةٍ وإغراء ، وفي أحايين أخرى تستحيلُ إلى (قانون) عقوبات! ومنهن المرأةُ(الجيتار) ، إنها لا تُطيقُ الكلامَ طويلاً ؛ بلْ تكتفي بعِباراتٍ مُقتضبةٍ، تُودِعها كلّ ما في قلبها مِن عاطفةٍ ، فَيشعرالمستمعُ إليها بما تنطوي عليه مِن غموضٍ ساحرٍ. و منهن مَن تُشبه (العود) فهي تحتاجُ – دائماً – إلى مَن يَحنو عليها ، ويُعاملها بلطفٍ، حتى تُناجيه ، إنّها مِثالٌ لذاك المحبوبِ النّاعمِ ، الذي زَعَمَ الشاعرُ أنّ خَطَراتِ النّسيمِ، تَجْرحُ خَدّيه ، و مَسّ الحريرِ يُدْمي بَنانَه .. و الوَيْلُ لِمَن لا يُقيمُ لعواطفها وَزْناً،إنّ نَجْواها الموسيقيةَ الساحرةَ سُرعانَ ما تُصبحُ طَنيناً يَصْدَعُ الرؤوسَ.

Loading

محرر رؤيا
بقلم :

إقرأ ايضا

صحة

الكيتو دايت عبارة عن نظام غذائي يعتمد على الإكثار من الدهون، وأخذ معدل متوسط من البروتين، وتقليل معدل الكربوهيدرات التي يتم تناولها قدر الإمكان...

فنون وثقافة

في عام 2001 عُرض فيلم “هاري بوتر وحجر الفلاسفة” (Harry Potter and the Philosopher’s Stone) أول أجزاء سلسلة الأفلام التي حققت، على مدار الأعوام...

إقرأ

قصة الحضارة.. من أين بدأت؟ وكيف تنتهي؟ وهل يجب أن تنتهي؟ أسئلة شغلت عقل ويل ديورانت، فشغل بها العالم في كتابه الموسوعي، مازجاً بين...

إقرأ

القراءة هي واحدة من أعظم ملذات الحياة، يمكن أن يكون الضياع في كتاب جيد طريقة رائعة لقضاء فترة ما بعد الظهيرة الهادئة، أو إبقاء...