fbpx
Connect with us

Hi, what are you looking for?

حول العالم

تَعرّف على الوطن الحقيقي لليهود والتي تخشى “إسرائيل” الحديث عنه

قبل أن نتحدث عن “الجمهورية اليهودية الموجودة” في عصرنا الحالي، لا بد من الرجوع إلى الرحلة التاريخية – بشكل سريع – التي خاضها اليهود لتأسيس دولتهم، فقد وقف اليهود أمام خيارات متعددة لتأسيس دولتهم، بعض تلك الخيارات كان باقتراح من دول عظمها، وبعضها الآخر من مفكرين وسياسين.

بدأت أول خطوة جادة في المشروع الصهيوني، بعد تأسيس جمعية الطلبة اليهود بمدينة خاركيف الأوكرانية جمعية “بيلو” عام 1882، وكان هدفها الوحيد إقامة تجمعات فلاحية لليهود الشرقيين في فلسطين، لكن الحركة الصهيونية اكتسبت الاهتمام السياسي والإعلامي في أوروبا والعالم مع انعقاد مؤتمرها الأول عام 1897 بمدينة “بازل” السويسرية.

توج المؤتمر أعماله بإعلان قيام الحركة الصهيونية العالمية، ومن ثم تواترت موجات هجرات اليهود الشرقيين إلى فلسطين ولا سيما من روسيا بعد الثورة البلشفية الفاشلة عام 1905، وبحثًا عن سند قوي ذلك الوقت، لجأ ثيودور هيرتزل إلى الدولة العثمانية، وفاوضها على إصدار ميثاق يمنح اليهود الحق في العودة إلى فلسطين، ولكن جميعنا نعلم الموقف العظيم الذي اتخذه السلطان عبد الحميد حينها.

وبعد أن خاب هيرتزل، قرر التوجه إلى بريطانيا واستطاع الحصول على فرصة عرض إشكال الهجرة (ومنها الهجرة اليهودية)، ودون الدخول في التفاصيل الكثيرة، عُرض أكثر من اقتراح لإقامة الدولة، من بريطانيا أو من الدول الأوروبية الكبرى، إما إقامتها في الأرجنتين أو على أرض سيناء أو في أوغندا أو ليبيا أو مدغشقر أو في جزيرة غراند في نهر نياجارا. ولكن في نهاية المطاف وقع الاختيار على فلسطين لاعتبارات ومبررات عديدة، وظهر شاييم ويزمان الذي باشر باتصالاته المكثفة مع ملك بريطانيا وأثمر جهده “وعد بلفور” المشؤوم الصادر عام 1917 الذي مهد الطريق لقيام “إسرائيل” بعد ذلك بثلاثة عقود.

جمهورية اليهود “بيروبيجان”

ظهرت في الأعوام الأخيرة السيدة الإنجليزية ميشيل رينوف الحاصلة على لقب “lady” الشرفي، كونها ناشطة سياسية وضعت خطتها لحل الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، متمثلة بعودة اليهود إلى جمهورية اليهود “بيروبيجان” التي أعطاها إياهم الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين. وهنا تذكر رينوف أنه في عام 1928، تم الإعلان رسميًا عن إنشاء مقاطعة “يفيرسكيا أوبلست” وتعني بالروسية: “المقاطعة اليهودية” لليهود في روسيا بقرار من ستالين لحل المسألة اليهودية من وجهة نظره، التي تتمتع بحكم ذاتي وعاصمتها (بيروبيجان)، وتم استصلاح أراضيها وبعث الحياة فيها، بعد بذل جهود وإمكانات جبارة ودفع الأموال الطائلة.

أرسل ستالين مبعوثيه إلى الولايات المتحدة وأوروبا وفلسطين، وكان هؤلاء المبعوثون يحملون لليهود ولحكومات الدول التي يعيشون فيها رسالة واضحة ومحددة وهي أن ستالين ولأول مرة في تاريخ دولته يعترف بالوضع الخاص لليهود، وقرر منحهم جمهورية مستقلة ذاتيًا يبنون فيها كيانهم الذاتي وشخصيتهم المستقلة مع السماح لهم بإنشاء مدارسهم الخاصة يتعلمون فيها لغة (البديتش) وهي لغة يهود أوروبا.

ووفقًا لرواية المؤرخ اليهودي ويزرمان، فإن ستالين كان جادًا في دعوته، فكان يوفر للراغبين في الهجرة إلى جمهوريتهم الانتقال المجاني عبر القطارات، مع طعام مجاني طيلة الرحلة، وكان هذا يعني الشيء الكثير حينذاك. علاوة على أن ستالين أضاف “مكرمة” جديدة وهي منح كل يهودي عند وصوله إلى بيروبيجان للاستقرار فيها مبلغ 600 روبل – وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمان – يعينه على بناء حياته الجديدة في جمهوريته الذاتية، ومن هنا فقد شهدت بيروبيجان وصول عائلات يهودية من الأرجنتين والولايات المتحدة وحتى من فلسطين.

وذكر المؤرخ دافيد وزيرمان في كتابه (كيف كانت)، “ما يزيد على 41 ألف عائلة يهودية وصلت إلى بيروبيجان بين أعوام 1928 ــ 1938، واستقرت فيها”، ومرة أخرى هو رقم كبير بمقاييس ذلك الزمان، حيث كانت مجموعات اليهود في أوروبا تعيش في (جيتوات) منعزلة بعضها عن بعض، وكانت العائلات في تلك المعازل لا يزيد عددها على المئات، باستثناء فلسطين.

ويعتبر المؤرخون أن فترة الثلاثينيات شهدت وطنين قوميين لليهود، حيث كان اليهود يتوزعون بين دعوتين لوطن قومي وأرض موعودة، واحدة في فلسطين وتتبنى الصهيونية الدعوة إليها، والثانية في بيروبيجان وتتبنى الشيوعية السوفييتية المساهمة في إقامتها بحماسة كبيرة. وهنا تؤكد رينوف أن الجمهورية أقيمت بدعمٍ وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم، ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي آينشتاين والكاتب الأمريكي اليهودي المعروف غولدبيرغ، وأن هذه المقاطعة فيها جالية يهودية وليس كل عدد سكانها من اليهود.

خشية الصهاينة من الحديث عنها

ما تخافه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الاول في هذه الجمهورية واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين إلى جمهورية “بايرويدجان” ليعيشوا بأمان وسلام وينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها ويتحدثوا لغة الـ”يديش” لغة يهود أوروبا من دون أى معاداة للسامية كما تروج له الصهيونية العالمية حاليا.

جمهورية بايرويدجان ذات الحكم الذاتي في روسيا الاتحادية مساحتها تصل مساحتها 41,277كم تماثل مساحة بلد أوروبي مثل سويسرا بكثافة سكانية ضئيلة تصل ال ١٤ نسمة/ميل مربع مقابل ٩٤٥ نسمة/ميل مربع في الكيان الصهيوني وقادرة على توطين كل اليهود بالعالم بمن فيهم اليهود المغتصبين لأرض فلسطين ، وفي حال حدوث ذلك يمكن إنهاء مأساة تهجير العرب الفلسطينيين المشردين في اصقاع الارض وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.

هذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل في الوطن العربي والشرق الأوسط بسبب وجود اسرائيل القائم على تبادل المنافع في حماية المصالح الغربية والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة في بعض الأحيان ضد من يهددون مصالح الغرب وأولهم العرب .

الشيء الذي يجهله العرب أن جمهورية اليهود هذه تأسست عام ١٩٢٨ بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي أينشتاين والكاتب الامريكي المعروف غولدبرغ ، وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم اجمع عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم في أمسً الحاجة الى أرض فلسطين كوطن قومي لهم وانهم مشردون بالارض ولا يوجد لهم وطن قومي ياويهم وتذرعوا بذلك لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم .

عقب تفكك الإتحاد السوفياتي كانت هذه الجمهورية مؤهلة لإعلان إلاستقلال عن روسيا الاتحادية مثلها مثل الشيشان ، ولكن الصهيونية منعت حدوث ذلك بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود في مكان غير فلسطين وخطورة رفع الوعي لدى يهود العالم بوجود تلك الدولة وتحويل هجرتهم اليها بدلا من فلسطين ، والشيء الغريب أن الغرب دفع بالعرب والمسلمين للجهاد لتحرير الشيشان وفك ارتباطها من روسيا وكان بإمكانهم فعل الشيء نفسه ودعم جمهورية بايرويدجان للاستقلال عن روسيا وجعلها وطن بديل لليهود عن فلسطين .

الغريب بالأمر أن العرب لا يتحدثون عن هذه الحقيقة ولا يعرف المواطن العربي شيئا عن هذه الحقيقة بالرغم من زيارة وفد مجلة العربي الكويتية بالثمانينات على ما أذكر وعمل استطلاع كامل عن هذه الجمهورية، حقيقة يمكن الترويج لها كوطن يمكن إعادة ترحيل يهود فلسطين اليها وإعادة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين، لماذ التعتيم ولماذا يسكت العرب والمسلمين عن هذه الحقيقة.

المصدر/ نون بوست+رؤيا

Loading

محرر رؤيا
بقلم :

إقرأ ايضا

صحة

الكيتو دايت عبارة عن نظام غذائي يعتمد على الإكثار من الدهون، وأخذ معدل متوسط من البروتين، وتقليل معدل الكربوهيدرات التي يتم تناولها قدر الإمكان...

فنون وثقافة

في عام 2001 عُرض فيلم “هاري بوتر وحجر الفلاسفة” (Harry Potter and the Philosopher’s Stone) أول أجزاء سلسلة الأفلام التي حققت، على مدار الأعوام...

إقرأ

قصة الحضارة.. من أين بدأت؟ وكيف تنتهي؟ وهل يجب أن تنتهي؟ أسئلة شغلت عقل ويل ديورانت، فشغل بها العالم في كتابه الموسوعي، مازجاً بين...

إقرأ

القراءة هي واحدة من أعظم ملذات الحياة، يمكن أن يكون الضياع في كتاب جيد طريقة رائعة لقضاء فترة ما بعد الظهيرة الهادئة، أو إبقاء...