fbpx
Connect with us

Hi, what are you looking for?

طلائع الأدب

السراب

كان كل يوم ينظر إليها ويكلمها ولكن لا يستطيع أن يخبرها عن مشاعره..

كان حديثه معها مقتصراً على السلام والسؤال عن الحال؟..

فهي كانت تكبره بسنين..

لا يدري هل يصارحها أم لا؟

ذات يوم وكعادته وهو ذاهب إلى العمل نظر إلى شرفة منزلها فوجدها تنظر إليه..

هنا تملكه الجمود ترى هل أحبته؟..

 

 

كل ما يعلمه أنها وحيدة ولا يوجد أحد في حياتها رغم الأصدقاء الكثر الذين يأتون إليها من سيدات المجتمع

المخملي..

هو فقير وهي غنية تلك معضلة أخرى..

هو صغير وهي كبيرة وهنا المصيبة التي ينظر إليها المجتمع..

لا مانع لدي هكذا كان الجواب..

ثم أغلقت الهاتف..

انتابني شعورٌ غريب..

قبل أن تكمل كلامها معي..

أين كنا؟..

)ابتسامة بسيطة( نعم كنا في لون الغرفة التي ترغبين به..

نعم ماهي الألوان التي لديكم؟ قالت:..

ثم مضت بعد ذلك..

تخيلتها لوهلةٍ.. تبدو وكأنها جارتي التي أحببت..

لكن لا..

هي ذهبت وغادرت تلك الشقة التي مازالت نظراتها من شرفتها تطارد خيالي..

في صباح اليوم التالي ذهبت إلى العمل كالمعتاد..

وإذ في طريقي كان هنالك حادثٌ كبير لم أنظر إليه ولم ألتفت كانت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان قررت أن

أغير طريقي فذهبت باتجاه آخر..

ووصلت إلى العمل..

السلام عليكم.. وعليكم السلام..

هل رأيت الحادث اليوم؟..

)باستغراب (!!

نعم ولكن سلكت طريقاً آخر..

كانت هناك امرأة بين الحياة والموت..

يا لطيف الله يستر ويشافيها قلتها لصديقي..

دعنا نكمل العمل..

في ساعات الظهيرة يأتي لمكان عملي جارنا في العمارة..

مرحبا ماجد:

أهلا بجارنا العزيز..

هل سمعت عن الحادث؟..

نعم ولكن لماذا كل هذا الاهتمام فهذا المعتاد في بلدنا هذا..

جارنا: نعم لكن هل علمت من كان فيه؟..

)بسخرية( لا والله..

كانت جارتنا في البناء الذي أمامنا قبل أن تغادره..

سعاد؟!

لم أستطع الحراك نعم كانت هي سعاد…

بدأت أركض كالمجنون ولا أسمع أحد رغم الأصوات الكثيرة من حولي..

إلى أين يا ماجد؟؟ ماذا حلَّ بك؟؟ ) لم ألتفت ولم أرد على أحد(

وصلت إلى مكان الحادث وكأنّ شيئاً لم يكن

التفتُ يميناً ويساراً لا شيء سوى أصوات السيارات وشوارع نظيفة..

أين هم؟.. أين هي؟..

ترى ماذا حصل؟..

شاهدت دكاناً هناك..

السلام عليكم يا عم..

كان في الخمسين من عمره..

وعليكم السلام تفضل ماذا تريد؟؟؟؟

أريد أن اسألك عن حادث اليوم؟..

من أنت؟ هل من أحد ممن أصيبوا بالحادث قريب لك؟

نعم!!.. لدي..

لقد كان حادثاً مؤلماً فقد مات فيه أشخاص كثر..

( دموعي كادت أن تسقط )

لا عليك يابني سوف أدلك على المشفى التي أخذوهم إليها..

وصلت المشفى وأنا كالمجنون..

( من مدخل المشفى دخلت مسرعا صارخا )

أين هم حادث اليوم أين سعاد؟؟؟…

هل تبحث عن سعاد؟؟ دقيقة وبصوت عالي تنادي:

دكتور حسان هناك شخص يسأل عن شخص بالحادث..

دكتور حسان يأتي إلي..

أهلا يا أخي ما اسمك وما صلة قرابتك بمن في الحادث؟

اسمي ماجد وأبحث عن سعاد هي قريبة أمي (طبعا كذبت لأعرف مكانها )

تعال معي يا ماجد..

أنت تعلم أنّ كلّ شيء بيد الله..

أحسست أنّ مكروهاً أصابها..

عاد إلى الكلام والأعمار أيضاً بيد الله..

كن قوياً وتقبل قضاء الله..

تعالَ معي لتتعرف على الجثة..

هنا خارت قواي ولكن أريد أن أشاهدها ولو للمرة الأخيرة..

وصلنا إلى المشرحة وفَتح باب البراد..

هنا كانت الصدمة..

من هذه؟..

هذه سعاد..

لكن هذه ليست سعاد قريبتي!!..

قال لي لكن لا يوجد غيرها هنا بهذا الاسم..

ثم خرجت من المشفى لا أعلم ماذا حل بها؟..

يا أستاذ… يا أستاذ..

تناديني الممرضة

نعم ماالأمر؟..

هنالك مرضى تم نقلهم إلى مشفى الرحمة..

قد تجد من تبحث عنه..

خرجت مسرعا هناك.. تاكسي..

وصلت أخيراً..

مرحبا:

أهلاً تفضل..

هناك مصابة بالحادث اليوم اسمها سعاد..

تفضل استريح..

نعم صح كانت هنا لكن منذ ساعة غادرت المشفى..

طيب ألا تعلم كيف كان وضعها وإلى أين ذهبت؟..

للأسف لقد جاءت مع سيارة الاسعاف ولم نأخذ معلومات عنها..

( هاتفي يرن )

أين كنت؟ من الصباح أحاول الاتصال بك..

إنني قادم..

هيا تعال لدي أخبار حلوة..

الآن لم يكن شي ليفرحني سوء معرفة أين هي؟..

ذهبت إلى القهوة التي كان بها صديقي..

كنت متعباً..

إلى أين ذهبت يا ماجد؟..

أخبرته أنه لا شيء كان لدي عمل طارئ قمت به..

ماهي الأخبار الجميلة إني أتوق أن أسمع خبراً جميلاً..

عندما ذهبت إلى مدير عملك سألني عنك..

قلت له أنك مريض وذهبت للراحة..

وعندها أخبرني أنك أصبحت مديراً لإحدى صالاته في المنطقة الجنوبية..

جميل ( قلتها بحزن )

ما بك ألم تفرح؟..

( حينها كان جلّ تفكيري بسعاد فقط )

في صباح اليوم التالي ذهبت لاستلام وظيفتي الجديدة..

استقبلتني إحدى الموظفات..

كانت في الأربعين من عمرها أنا جميلة معاونتك..

أهلاً جميلة أنا ماجد..

وبعد مرور أسابيع على الحادث لم أعد أذكر سعاد..

تعلمين يا جميلة لقد أحببت امرأة بعمرك لكنها اختفت..

ما اسمها؟..

اسمها سعاد لكنها اختفت من يوم الحادث..

الحادث صديقتي اسمها سعاد كانت بهذا الحادث

ماذا؟.. ( هنا عاد الأمل )

أين هي ألا تعلمين؟(قلتها بلهفة جنونية )

نعم أعلم هي جارتي في البناء أيضاً..

أبي …. أبي …. استيقظَ أبي

كانت فتاة جميلة عمرها حوالي العامين..

كنت على سرير في مشفى ما؟!

دكتور.. دكتور.. أبي استيقظ..

الدكتور الحمد لله على سلامتك ماجد لقد استطعت التغلب على الغيبوبة..

أين أنا؟! ولما أنا هنا؟!

كنت تهذي كثيراً ولكن يبدو أنك انتصرت ولديك حالياً فقدان ذاكرة مؤقت..

لا تقلق سوف تستعيد ذاكرتك قريباً إن شاء الله..

خرج الطبيب وأنا احاول النهوض..

الفتاة الصغيرة تأتي ومعها امرأة..

هنا كانت المفاجأة!!..

سعاد ماذا تفعلين هنا؟؟..

لا عليك يا حبيبي لا تتحرك..

يبدو أنّ الحادث كان أليماً..

أتذكر الحادث الكبير الذي حصل منذ أشهر؟..

نعم ولكن أنتِ التي كنتِ به؟!.

لا يا حبيبي كنت أنت وهذه ابنتنا أمل..

بيني وبين نفسي أتسائل أنا زوج سعاد؟..

قالت لي كنت فقط تقول اسمي..

يعني كل الذي عشته كان حلماً في غيبوية..

نعم يا حبيبي..

لقد أحببتني في غيبوبتك كما أحببتني قبلها..

وهذه أمل..

أسميناها لتكون أملنا في هذه الحياة..

Loading

إقرأ ايضا

صحة

الكيتو دايت عبارة عن نظام غذائي يعتمد على الإكثار من الدهون، وأخذ معدل متوسط من البروتين، وتقليل معدل الكربوهيدرات التي يتم تناولها قدر الإمكان...

فنون وثقافة

في عام 2001 عُرض فيلم “هاري بوتر وحجر الفلاسفة” (Harry Potter and the Philosopher’s Stone) أول أجزاء سلسلة الأفلام التي حققت، على مدار الأعوام...

إقرأ

قصة الحضارة.. من أين بدأت؟ وكيف تنتهي؟ وهل يجب أن تنتهي؟ أسئلة شغلت عقل ويل ديورانت، فشغل بها العالم في كتابه الموسوعي، مازجاً بين...

إقرأ

القراءة هي واحدة من أعظم ملذات الحياة، يمكن أن يكون الضياع في كتاب جيد طريقة رائعة لقضاء فترة ما بعد الظهيرة الهادئة، أو إبقاء...